الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ} (35)

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } قال : كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } لا يعقل قال : فحكى الله صدقه فقال { بل جاء بالحق وصدق المرسلين } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ، ونفسه ، إلا بحقه ، وحسابه على الله . وأنزل الله في كتابه ، وذكر قوماً استكبروا فقال { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } وقال { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها } [ الفتح : 26 ] وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله . استكبر عنها المشركون يوم الحديبية . يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة » .

وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى . ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان ، فمن جاء بأسنانه فتح له ، ومن لا ، لم يفتح له .