السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ} (76)

{ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم } أي : من الغرق وأذى قومه وهذه الإجابة كانت من النعم العظيمة وذلك من وجوه أولها : أنه تعالى عبر عن ذاته بصيغة الجمع فقال : { ولقد نادانا نوح } فالقادر العظيم لا يليق به إلا الإحسان العظيم .

وثانيها : أنه تعالى أعاد صيغة الجمع فقال تعالى { فلنعم المجيبون } وفي ذلك أيضاً ما يدل على تعظيم تلك النعمة لاسيما وقد وصف الله تعالى تلك الإجابة بأنها نعمت الإجابة .

وثالثها : أن الفاء في قوله تعالى { فلنعم المجيبون } تدل على أن حصول تلك الإجابة مرتب على ذلك النداء وهذا يدل على أن النداء بالإخلاص سبب لحصول الإجابة .