السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ} (53)

ويقول تعجباً { أءذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمدينون } أي : مجزيون ومحاسبون من الدين بمعنى الجزاء وهذا استفهام إنكار .

تنبيه : اختلف في ذلك القرين فقال مجاهد : كان شيطاناً ، وقيل : كان من الإنس ، وقال مقاتل : كانا أخوين ، وقيل : كانا شريكين حصل لهما ثمانية آلاف دينار فتقاسماها واشترى أحدهما داراً بألف دينار فأراها صاحبه ، وقال : كيف ترى حسنها ؟ فقال : ما أحسنها ثم خرج فتصدق بألف دينار وقال : اللهم إن صاحبي قد ابتاع هذه الدار بألف دينار وإني أسألك داراً من دور الجنة ، ثم إن صاحبه تزوج امرأة حسناء بألف دينار ، فتصدق صاحبه بألف دينار لأجل أن يزوجه الله تعالى من الحور العين ، ثم إن صاحبه اشترى بساتين بألفي دينار ، فتصدق هذا بألفي دينار ثم إن الله تعالى أعطاه ما طلبه في الجنة ، وقيل : كان أحدهما كافراً اسمه ينطواوس والآخر مؤمن اسمه يهودا وهما اللذان قص الله تعالى خبرهما في سورة الكهف في قوله تعالى { واضرب لهم مثلاً رجلين } ( الكهف : 32 ) .