إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (9)

{ اشتروا بآيات الله } بآياته الآمرةِ بالإيفاء بالعهود والاستقامةِ في كل أمرٍ أو بجميع آياتهِ فيدخُل فيها ما ذكر دخولاً أولياً أي تركوها وأخذوا بدلها { ثَمَناً قَلِيلاً } أي شيئاً حقيراً من حُطام الدنيا وهو أهواؤُهم وشهواتُهم التي اتبعوها ، أو ما أنفقه أبو سفيانَ من الطعام وصَرَفه إلى الأعراب { فَصَدُّواْ } أي عدَلوا ونكبوا ، من صدّ صدوداً أو صرَفوا غيرَهم من صدّ صدّاً والفاء للِدلالة على سببية الاشتراءِ لذلك { عَن سَبِيلِهِ } أي الدينِ الحق الذي لا محيدَ عنه ، والإضافةُ للتشريف أو سبيل بيته الحرام حيث كانوا يصُدّون الحجّاجَ والعُمّارَ عنه { إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بئس ما كانوا يعملونه أو عملُهم المستمرّ ، والمخصوصُ بالذم محذوفٌ وقد جُوِّز أن تكون كلمةُ ساء على أصلها من التصرف لازمةً بمعنى قبُح ، أو متعديةً والمفعولُ محذوفٌ أي ساءهم الذي يعملونه أو عملُهم .