النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (9)

قوله عز وجل : { اشْتَرَواْ بَئَايَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } في آيات الله تعالى هاهنا وجهان :

أحدهما : حججه ودلائله .

والثاني : آيات الله التوراة التي فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والثمن القليل : ما جعلوه من ذلك بدلاً . وفي صفته بالقليل وجهان :

أحدهما : لأنه حرام ، والحرام قليل .

والثاني : لأنها من عروض الدنيا التي بقاؤها قليل .

وفيمن أريد بهذه الآية قولان :

أحدهما : أنهم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه ، وهذا قول مجاهد ومن زعم أن الآيات حجج الله تعالى .

والثاني : أنهم قوم من اليهود دخلوا في العهد ثم رجعوا عنه وهذا قول من زعم أنها آيات التوراة .

{ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : عن دين الله تعالى في المنع منه .

والثاني : عن طاعة الله في الوفاء بالعهد .

والثالث : عن قصد بيت الله حين أحصر بالحديبيّة .