جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ} (20)

يقول تعالى ذكره : ما بهؤلاء القوم الذين يكذّبون بوعيد الله ، أنهم لم يأتهم أنباء من قبلهم من الأمم المكذّبة رسل الله ، كفرعون وقومه ، وثمود وأشكالهم ، وما أحلّ الله بهم من النقم ، بتكذيبهم الرسل ، ولكنهم في تكذيب بوحي الله وتنزيله ، إيثارا منهم لأهوائهم ، واتّباعا منهم لسنن آبائهم وَاللّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ بأعمالهم ، مُحْصٍ لها ، لا يخفى عليه منها شيء ، وهو مجازيهم على جميعها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ} (20)

ثم توعدهم بقوله : { والله من ورائهم محيط } ، أي وعذاب الله ونقمته ، وقوله : { من ورائهم } ، معناه : ما يأتي بعد كفرهم وعصيانهم

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ} (20)

وجملة : { والله من ورائهم محيط } عطف على جملة : { الذين كفروا في تكذيب } ، أي هم متمكنون من التكذيب والله يسلط عليهم عقاباً لا يفلتون منه . فقوله : { والله من ورائهم محيط } تمثيل لحال انتظار العذاب إياهم وهم في غفلة عنه بحال من أحاط به العدوّ من ورائه وهو لا يعلم حتى إذا رام الفرار والإِفلات وجد العدوّ محيطاً به ، وليس المراد هنا إحاطة علمه تعالى بتكذيبهم إذ ليس له كبير جَدوى .

وقد قُوبل جزاء إحاطة التكذيب بهم بإحاطة العذاب بهم جزاء وفاقاً فقوله : { والله من ورائهم محيط } خبر مستعمل في الوعيد والتهديد .