السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ} (20)

وقوله تعالى : { والله } أي : والحال أن الملك الذي له الكمال كله { من ورائهم محيط } وفيه وجوه :

أحدها : أن المراد وصف اقتداره عليهم وأنهم في قبضته وحصره ، كالمحاط إذا أحيط به من ورائه ينسدّ عليه مسلكه فلا يجد مهرباً ، يقول الله تعالى : فهم كذا في قبضتي وأنا قادر على إهلاكهم ومعاجلتهم بالعذاب على تكذيبهم إياك فلا تجزع من تكذيبهم ، إياك فليسوا يفوتونني إذا أردت الانتقام منهم .

ثانيها : أن يكون المراد من هذه الإحاطة قرب هلاكهم كقوله تعالى : { وظنوا أنهم أحيط بهم } [ يونس : 22 ]

فهو عبارة عن مشارفة الهلاك .

ثالثها : أنه تعالى محيط بأعمالهم ، أي : عالم بها فيجازيهم عليها .