التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ} (20)

وجملة : { والله من ورائهم محيط } عطف على جملة : { الذين كفروا في تكذيب } ، أي هم متمكنون من التكذيب والله يسلط عليهم عقاباً لا يفلتون منه . فقوله : { والله من ورائهم محيط } تمثيل لحال انتظار العذاب إياهم وهم في غفلة عنه بحال من أحاط به العدوّ من ورائه وهو لا يعلم حتى إذا رام الفرار والإِفلات وجد العدوّ محيطاً به ، وليس المراد هنا إحاطة علمه تعالى بتكذيبهم إذ ليس له كبير جَدوى .

وقد قُوبل جزاء إحاطة التكذيب بهم بإحاطة العذاب بهم جزاء وفاقاً فقوله : { والله من ورائهم محيط } خبر مستعمل في الوعيد والتهديد .