جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم بَطۡشَتَنَا فَتَمَارَوۡاْ بِٱلنُّذُرِ} (36)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِالنّذُرِ * وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } .

يقول تعالى ذكره : ولقد أنذر لوط قومه بطشتنا التي بطشناها قبل ذلك فَتمارَوْا بالنّذُر يقول : فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكا منهم فيه .

وقوله : فَتمارَوْا تفاعلوا من المرية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَتَمارَوْا بالنّذُرِ لم يصدّقوه ،

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم بَطۡشَتَنَا فَتَمَارَوۡاْ بِٱلنُّذُرِ} (36)

المعنى : ولقد أنذر لوط قومه أخذنا إياهم ، و : { بطشتنا } بهم ، أي عذابنا لهم . و : { تماروا } معناه : تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم الشبه والضلال . و : { النذر } جمع نذير . وهو المصدر ، ويحتمل أن يراد { بالنذر } هنا وفي قوله : { كذبت قوم لوط بالنذر } [ القمر : 33 ] جمع نذير ، الذي هو اسم الفاعل والضيف : يقع للواحد والجميع ، وقد تقدم ذكر أضيافه وقصصهم مستوعباً .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم بَطۡشَتَنَا فَتَمَارَوۡاْ بِٱلنُّذُرِ} (36)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال: {ولقد أنذرهم} لوط {بطشتنا} يعني العذاب {فتماروا بالنذر} يقول: شكُّوا في العذاب بأنه غير نازل بهم الدنيا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ولقد أنذر لوط قومه بطشتنا التي بطشناها قبل ذلك.

"فَتمارَوْا بالنّذُر" يقول: فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكا منهم فيه. وقوله: "فَتمارَوْا" تفاعلوا من المرية... عن قتادة، قوله: "فَتَمارَوْا بالنّذُرِ": لم يصدّقوه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يخرّج على وجهين:

أحدهما: تماروا بالواقع من النّذارة.

والثاني: {فتماروا بالنُّذُر} أي الرسل، والله أعلم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وقوله (فتماروا بالنذر) أي تدافعوا على وجه الجدال بالباطل...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و: {تماروا} معناه: تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم الشبه والضلال...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{بطشتنا} أي أخذتنا لهم المقرونة بشدة ما لنا من العظمة، ووحد إشارة إلى أنه لا يستهان بشيء من عذابه سبحانه بل الأخذة الواحدة كافية لما لنا من العظمة فهي غير محتاجة إلى التثنية، ودل على أن إنذاره كان جديراً بالقبول لكونه واضح الحقيقة بما سبب عن ذلك من قوله: {فتماروا} أي تكلفوا الشك الواهي {بالنذر} أي الإنذار مصدراً والإنذارات أو المنذرين حتى أداهم إلى التكذيب، فكان سبباً للأخذ.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

والتماري: تفاعل للمبالغة، كأنه يعالج كل واحد أن يكون أشد شكا، مع أن الشك ليس اختياريا، أو المراد لازم الشك وهو المخالفة والسعي في نقض ما يقول لوط عليه السلام...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والبطشة: المرَّة من البطش، وهو الأخذ بعنف لعقاب ونحوه... وهي هنا تمثيل للإِهلاك السريع مثل قوله: {يوم نبطش البطشة الكبرى} في سورة الدخان (16).

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

أي إننا لم نأخذهم بظلم منا ولا بدون سابق إنذار منا، لا بل أخذناهم بظلمهم، وبعد تكرر إنذارهم، فكانوا إذا أنذروا تماروا بما أنذروا فجادلوا فيه مستهزئين مكذبين، ومن أعظم ظلمهم أنهم راودوا لوطاً عن ضيفه من الملائكة وهم في صورة بشر.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(تماروا) من (تمارى) بمعنى محادثة طرفين لإيجاد الشكّ وإلقاء الشبهة مقابل الحقّ، فهؤلاء سعوا بطرق مختلفة إلى إلقاء الشكوك والشبهات بين الناس لإبطال تأثير إنذارات هذا النّبي العظيم «لوط» (عليه السلام).