نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم بَطۡشَتَنَا فَتَمَارَوۡاْ بِٱلنُّذُرِ} (36)

ولما كان التقدير دفعاً لعناد . . . استشراف السامع إلى ما كان من حاله صلى الله عليه وسلم معهم قبل العذاب : لقد بالغ في شكرنا بوعظهم ونصحهم ودعائهم إلنيا صرفاً لما أنعمنا به عليه من الرسالة في أتم مواضعه ، عطف عليه إيماء إليه قوله ، مؤكداً لأن تمادي المحذور من العذاب على الإقامة في موجبه يكاد أن لا يصدق : { ولقد أنذرهم } أي رسولنا لوط عليه السلام { بطشتنا } أي أخذتنا لهم المقرونة بشدة ما لنا من العظمة ، ووحد إشارة إلى أنه لا يستهان بشيء من عذابه سبحانه بل الأخذة الواحدة كافية لما لنا من العظمة فهي غير محتاجة إلى التثنية ، ودل على أن إنذاره كان جديراً بالقبول لكونه واضح الحقيقة بما سبب عن ذلك من قوله : { فتماروا } أي تكلفوا الشك الواهي { بالنذر * } أي الإنذار مصدراً والإنذارات أو المنذرين حتى أداهم إلى التكذيب ، فكان سبباً للأخذ .