ثم قال تعالى : { ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر } وفيه تبرئة لوط عليه السلام وبيان أنه أتى بما عليه فإنه تعالى لما رتب التعذيب على التكذيب وكان من الرحمة أن يؤخره ويقدم عليه الإنذارات البالغة بين ذلك فقال : أهلكناهم وكان قد أنذرهم من قبل ، وفي قوله : { بطشتنا } وجهان ( أحدهما ) : المراد البطشة التي وقعت وكان يخوفهم بها ، ويدل عليه قوله تعالى : { إنا أرسلنا عليهم حاصبا } فكأنه قال : إنا أرسلنا عليهم ما سبق ، ذكرها للإندار بها والتخويف ( وثانيهما ) : المراد بها ما في الآخرة كما في قوله تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى } وذلك لأن الرسل كلهم كانوا ينذرون قومهم بعذاب الآخرة كما قال تعالى : { فأنذرتكم نارا تلظى } وقال : { وأنذرهم يوم الآزفة } وقال تعالى : { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } إلى غير ذلك ، وعلى ذلك ففيه لطيفة وهي أن الله تعالى قال : { إن بطش ربك لشديد } وقال هاهنا : { بطشتنا } ولم يقل : بطشنا وذلك لأن قوله تعالى : { إن بطش ربك لشديد } بيان لجنس بطشه ، فإذا كان جنسه شديدا فكيف الكبرى منه ، وأما لوط عليه السلام فذكر لهم البطشة الكبرى لئلا يكون مقصرا في التبليغ ، وقوله تعالى : { فتماروا بالنذر } يدل على أن النذر هي الإنذارات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.