التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (52)

ثم ختم - سبحانه - هذه القصة ببيان ما أمر به نبيه موسى - عليه السلام - وما حل بفرعون وقومه من هلاك بسبب كفرهم وبغيهم ، فقال - تعالى - : { وَأَوْحَيْنَآ . . . } .

قوله - سبحانه - : { وَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنْ أَسْرِ بعبادي . . . } معطوف على كلام مقدر يفهم من سياق القصة .

والتقدير : وبعد أن انتصر موسى على السحرة نصرا جعلهم يخرون ساجدين لله - تعالى - وبعد أن مكث موسى فى موصر حينا من الدهر ، يدعو فرعون وقومه إلى إخلاص العبادة لله - تعالى - فلم يستجيبوا له . . .

بعد كل ذلك { وَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنْ أَسْرِ بعبادي } أى : سر ببنى إسرائيل ليلا إلى جهة البحر وعبر - سبحانه - عنهم بعبادى . تلطفا بهم بعد أن ظلوا تحت ظلم فرعون مدة طويلة .

وقوله - { إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ } تعليل للأمر بالإسراء . أى : سر بهم ليلا إلى جهة البحر ، لأن فرعون سيتبعكم بجنوده ، وسأقضى قضائى فيه وفى جنده .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{۞وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (52)

هذه قصة أخرى من أحوال موسى في دعوة فرعون ، فالواو لعطف القصة ولا تفيد قرب القصة من القصة ، فقد لبث موسى زمناً يطالب فرعون بإطلاق بني إسرائيل ليخرجُوا من مصر ، وفرعون يماطل في ذلك حتى رأى الآياتتِ التسعَ كما تقدم في سورة الأعراف . ونظير بعض هذه الآية تقدم في سورة طه . وزادت هذه بقوله : { إنكم متبعون } ، أي أعلم الله موسى أن فرعون سيتبعهم بجنده كما في آية سورة طه . والقصد من إعلامه بذلك تشجيعه .

وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر { اِسْرِ } بهمزة وصل فعلَ أمر من ( سَرى ) وبكسر نون { أن } . لأجل التقاء الساكنين . وقرأ الباقون بهمزة قطع وسكون نون ( أنْ ) وفعلا سرى وأسرى متحدان كما تقدم في قوله تعالى : { سبحان الذي أسرى } [ الإسراء : 1 ] .