اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (52)

قوله : { وأوحينا إلى موسى أَنْ أَسْرِ بعبادي } . قرىء «أَسْرِ » بقطع الهمزة ووصلها{[37151]} .

لما ظهر من أمر موسى - عليه السلام{[37152]} - ما شاهدوه أمره الله أن يخرج ببني إسرائيل ، لما كان في المعلوم من تدبير الله وتخليصه من القوم وتمليكه بلادهم وأموالهم ، ولم يأمن{[37153]} . وقد جرت تلك الغلبة الظاهرة أن يقع في فرعون ببني إسرائيل ما يؤدي إلى الاستئصال ، فلذلك{[37154]} أمره الله تعالى أن يسري ببني إسرائيل ، وهم الذين آمنوا ، وكانوا من قوم موسى - عليه السلام{[37155]} - . واعلم أن في الكلام حذفاً ، وهو أنه أسرى بهم كما أمره الله تعالى ، ثم إن قوم موسى قالوا لقوم فرعون : «إن لنا في هذه الليلة عيدًا » ، ثم استعاروا منهم حليهم بهذا السبب ، ثم خرجوا بتلك{[37156]} الأموال في الليل إلى جانب البحر ،


[37151]:قرأ ابن كثير ونافع: "أن أسر" بكسر النون والراء من سريت، وقرأ الباقون "أن أسر" من أسريت. وهما لغتان. السبعة (471)، الكشف 1/535، الإتحاف (332).
[37152]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[37153]:في ب: ولم يأمره.
[37154]:في ب: فكذلك. وهو تحريف.
[37155]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[37156]:في ب: تلك.