التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ} (171)

فأجاب الله - تعالى - دعاءه فقال : { فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين } .

والمراد بهذه العجوز ، امرأته وكانت كافرة وراضية عن فعل قومها .

والغابرين : جمع غابر وهو الباقى بعد غيره . يقال غبر الشىء يغبر غبورا . إذا بقى .

وقوله : { إِلاَّ عَجُوزاً } استثناء من أهله .

أى : فاستجبنا للوط دعاءه ، فأنجيناه وأهله المؤمنين جميعا ، إلا امرأته العجوز فإننا لم ننجها بل بقيت مع المهلكين لخبثها وعدم إيمانها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ} (171)

وكانت امرأته كافرة تعين عليه قومه فأصابها حجر فهلكت فيمن هلك . وقوله { في الغابرين } معناه في الباقين ، فإما أن يريد في الباقين من لداتها وأهل سنها وهذا تأويل أبي عبيدة ، وإما أن يريد في الباقين في العذاب النازل بهم غابر وهذا تأويل قتادة ، والمشهور في غبرانها بمعنى بقي ، وغابر الزمان مستقبله ، ولكن الأعشى قد استعمل غابر الزمان بمعنى ماضيه في شعر المنافرة المشهور{[1]} ، وقال الزهراوي يقال للذاهب : غابر وللباقي : غابر .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ} (171)

العجوز : المرأة المسنة وهي زوج لوط ، وقوله : { في الغابرين } صفة { عجوزاً } .

والغابر : المتصف بالغبور وهو البقاء بعد ذهاب الأصحاب أو أهل الخيل ، أي باقية في العذاب بعد نجاة زوجها وأهله وهي مستثناة من { وأهله أجمعين } . وذلك أنها لحقها العذاب من دون أهلها فكان صفة لها . وقد تقدم ذلك في قصتهم في سورة هود .