{ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا } وهي امرأته . كما بينت في آيات { فِي الْغَابِرِينَ } أي مقدرا كونها من الباقين في العذاب . لأنها كانت راضية بعمل قومها .
قال الناصر في ( الانتصاف ) : كثيرا ما ورد في القرآن ، خصوصا في هذه السورة ، العدول عن التعبير بالفعل إلى التعبير بالصفة المشتقة . ثم جعل الموصوف بها واحدا من جمع . كقول فرعون {[5937]} : { لأجعلنك من المسجونين } وقولهم {[5938]} : { سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين } وقولهم {[5939]} : { لتكونن من المرجومين } وقوله {[5940]} : { إني لعملكم من القالين } وقوله تعالى {[5941]} في غيرها : { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } وكذلك {[5942]} : { ذرنا نكن مع القاعدين } وأمثاله كثيرة . والسر في ذلك ، والله أعلم ، أن التعبير بالفعل ، إنما يفهم وقوعه خاصة . وأما التعبير بالصفة ، ثم جعل الموصوف بها واحدا من جمع ، فإنه يفهم أمرا زائدا على وقوعه . وهو أن الصفة المذكورة ، كالسمة للموصوف ثابتة العلوق به . كأنها لقب . وكأنه من طائفة صارت كالنوع المخصوص المشهور ببعض السمات الرديئة . واعتبر ذلك لو قلت ( رضوا بأن يتخلفوا ) لما كان في ذلك مزيد على الإخبار بوقوع التخلف منهم لا غير . وانظر إلى المساق وهو قوله : { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } كيف ألحقهم لقبا رديئا ، وصيرهم من نوع رذل مشهور بسمة التخلف ، حتى صارت له لقبا لاحقا به . وهذا الجواب عام في جميع ما يرد عليك من أمثال ذلك . فتأمله واقدره قدره
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.