السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ} (171)

ثم استثنى تعالى من أهل بيته قوله تعالى : { إلا عجوزاً } وهي امرأته كائنة { في } حكم { الغابرين } أي : الماكثين الذين تلحقهم الغبرة بما يكون من الداهية فإننا لم ننجها لقضائنا بذلك في الأزل لكونها لم تتابعه في الدين ولم تخرج معه وكانت مائلة إلى القوم راضية بفعلهم ، وقيل : أنها خرجت فأصابها حجر في الطريق فأهلكها .

فإن قيل : كان أهله مؤمنين ولولا ذلك لما طلب لهم النجاة فكيف استثنيت الكافرة منهم ؟ أجيب : بأنّ الاستثناء إنما وقع من أهل بيته كما مرّت الإشارة إليه وفي هذا الاسم لها معهم شركة بحق الزواج وإن لم تشاركهم في الإيمان ، فإن قيل : في الغابرين صفة لها كأنه قيل إلا عجوزاً في الغابرين غابرة ولم يكن الغبور صفتها وقت تنجيتهم ؟ أجيب : بأنّ معناه إلا عجوزاً مقدّراً غبورها ، أو في حكمهم كما مرت الإشارة إليه .