التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

فالمراد بالعذاب المخزى عذاب الدنيا ، والمراد بالعذاب المقيم عذاب الآخرة .

ولقد تحقق ما توعدهم - سبحانه - به ، حيث أنزل عليهم عقابه فى بدر وفى غيرها فأخزاهم وهزمهم ، أما عذاب الآخرة فهو أشد وأبقى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

و «العذاب المخزي » : هو عذاب الدنيا يوم بدر وغيره .

و «العذاب المقيم » : هو عذاب الآخرة ، أعاذنا الله تعالى منه برحمته .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (40)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{من يأتيه عذاب يخزيه} يعني يهينه في الدنيا.

{و} من {ويحل} يعني يجب.

{عليه عذاب مقيم}: دائم لا يزول عنه في الآخرة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ" يقول تعالى ذكره: من يأتيه عذاب يخزيه، ما أتاه من ذلك العذاب، يعني: يذلّه ويهينه. "وَيحِلّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ "يقول: وينزل عليه عذاب دائم لا يفارقه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

دائم لا يزول وذلك غاية الوعيد والتهديد...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ألا ترى إلى قوله: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ} كيف توعدهم بكونه منصوراً عليهم غالباً عليهم في الدنيا والآخرة؛ لأنهم إذا أتاهم الخزي والعذاب فذاك عزّه وغلبته، من حيث إن الغلبة تتم له بعز عزيز من أوليائه، وبذل ذليل من أعدائه.

{يُخْزِيهِ} مثل مقيم في وقوعه صفة للعذاب، أي: عذاب مخزٍ له وهو يوم بدر، وعذاب دائم وهو عذاب النار...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{من يأتيه} أي منا ومنكم {عذاب يخزيه} بأن يزيل عنه كل شيء يمكنه أن يستعذبه.

{ويحل عليه} أي يجب في وقته، من حل عليه الحق يحل بالكسر أي وجب، والدين: صار حالاً بحضور أجله.

{عذاب مقيم} لإقامته على حالته وجموده على ضلالته، ومن يؤتيه الله انتصاراً يعليه وينقله إلى نعيم عظيم، لانتقاله بارتقائه في مدارج الكمال، بأوامر ذي الجلال والجمال، ولقد علموا ذلك في قصة المستهزئين ثم في وقعة بدر فإن من أهلكه الله منهم جعل إهلاكه أول عذابه ونقله به إلى عذاب البرزخ ثم عذاب النار، فلا انفكاك له من العذاب، ولا رجاء لحسن المآب...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أسند فعل {يأتِيهِ} إلى العذاب المخْزي؛ لأن الإِتيان مشعر بأنه يفاجئهم كما يأتي الطارق، وكذلك إسناد فعل {يَحل} إلى العذاب المقيم؛ لأن الحلول مشعر بالملازمة والإِقامة معهم، وهو عذاب الخلود، ولذلك يسمى منزل القول حِلة، فكان الفعل مناسباً لوصفه بالمقيم.

وتعدية فعل {يحل} بحرف (على) للدلالة على تمكنه.