التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ} (38)

وقد أجاب الله - تعالى - له طلبه فقال : { فإنك } يا إبليس من جملة { المنظرين } أى الذين أخرت موتهم { إلى يَوْمِ الوقت المعلوم } وهو يوم القيامة الذي استأثرت بعلم وقته ، والذى وصفت أحواله للناس ، كى يستعدوا له بالإِيمان والعمل الصالح .

ويصح أن يكون المراد بالوقت المعلوم : وقت النفخة الأولى حين يموت كل الخلائق ويموت هو معهم .

قال ابن كثير : أجابه الله - تعالى - إلى ما سأل ، لما له في ذلك من الحكمة والإِرادة والمشيئة التي لا تخالف . ولا تمانع ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب .

وقال بعض العلماء : وهذا الإِنظار رمز إلهى على أن ناموس الشر لا ينقضى من عالم الحياة الدنيا ، وأن نظامها قائم على التصارع بين الخير والشر ، وبين الأخيار والأشرار .

قال - تعالى - : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ . . . } ولذلك لم يستغن نظام العالم عن إقامة قوانين العدل والصلاح ، وإيداعها إلى الكفاة لتنفيذها والذود عنها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ} (38)

الضمير في { منها } للجنة ، وإن لم يجر ذكرها في القصة تتضمنها ، ويحتمل أن يعود الضمير على ضيفة الملائكة ، وال { رجيم } المشتوم أي المرجوم بالقول والشتم ، و { يوم الدين } يوم الجزاء ، ومنه قول الشاعر :

ولم يبق سوى العدوا . . . ن دناهم كما دانوا{[7170]}

وسأل إبليس «النظرة إلى يوم البعث » فأعطاه الله إياها إلى «وقت معلوم » ، واختلف فيه فقيل إلى يوم القيامة أي يكون آخر من يموت من الخلق ، قاله الطبري وغيره وقيل إلى وقت غير معين ولا مرسوم بقيامة ولا غيرها ، بل علمه عند الله وحده ، وقيل بل أمره كان إلى يوم بدر وأنه قتل يوم بدر .

قال القاضي أبو محمد : وهذا وإن كان روي فهو ضعيف ، والمنظر المؤخر .


[7170]:المعنى: جازيناهم كما جازوا، و من نفس المعنى قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، قال قتادة: معناه: مالك يوم يدان فيه العباد، أي يجازون بأعمالهم، وفي المثل: "كما تدين تدان"، أي كما تجازي تجازى، وقال خويلد بن نوفل الكلاني للحارث بن أبي شمر الغساني وكان اغتصبه ابنته أبياتا منها: يا حار أيقن أن ملكك زائل واعلم بأن كما تدين تدان