التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ} (34)

ثم بين - سبحانه - سوء مصير الذين استمروا على كفرهم حتى ماتوا عليه فقال : { إِنَّ الذين كَفَرُواْ } بالله - تعالى - ، وبكل ما يجب الإِيمان به .

{ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله } أى : ومنعوا غيرهم عن الطريق التى توصلهم إلى طاعة الله ورضاه . { ثُمَّ مَاتُواْ } جميعا ، { وَهُمْ كُفَّارٌ } دون أن يقلعوا عن كفرهم .

{ فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ } شيئا من ذنوبهم ، لأن استمرارهم على الكفر حال بينهم وبين المغفرة .

ومن الآيات الكثيرة التى تشبه هذه الآية فى معناها قوله - تعالى - : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرض ذَهَباً وَلَوِ افتدى بِهِ أولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ} (34)

{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم } عام في كل من مات على كفره وإن صح نزوله في أصحاب القليب ، ويدل بمفهومه على أنه قد يغفر لمن لم يمت على كفره سائر ذنوبه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ} (34)

وقوله تعالى : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } روي أنها نزلت بسبب عدي بن حاتم قال : يا رسول الله إن حاتماً كانت له أفعال بر فما حاله ؟ فقال رسوله الله صلى الله عليه وسلم «هو في النار » ، فبكى عدي وولى ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : «أبي وأبوك وأبو إبراهيم خليل الرحمن في النار » ونزلت هذه الآية في ذلك{[10385]} ، وظاهر الآية العموم في كل ما تناولته الصفة .


[10385]:أخرجه مسلم في صحيحه، ذكر ذلك المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وفي حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن حاتم أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: إن أباك أراد أمرا فأدركه، يعني الذكر. (المسند4-258).