الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ} (34)

ثم قال : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار [ فلن يغفر الله لهم ]{[63667]} [ 35 ] .

أي : إن الذين جحدوا توحيد الله ، وصدوا الناس عن الإيمان بالله ورسوله ، ثم ماتوا على هذا المذهب من كفرهم فلن يستر الله على ذنوبهم في الآخرة ، بل يعاقبهم عليها ، فأعلمنا الله أنه لا يغفر لمن مات على الكفر .

ودلت هذه الآية أنه من مات على خلاف هذه{[63668]} الحال أنه جائز أن يستر الله على ذنوبه فيغفر له ويدخله جنته ؛ لأنه أكرم الأكرمين ، وأرحم الراحمين ، يفعل ما يشاء ، وقد قال في موضع آخر { إن الله يغفر الذنوب جميعا }{[63669]} ، فهذا مخصوص معناه إلا الشرك لقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }{[63670]} ، فالعمدة التي بها يرتجى{[63671]} الفوز والنجاة من النار ، الإيمان بالله وبرسوله وبكتبه واتباع لسنة{[63672]} نبيه صلى الله عليه وسلم{[63673]} ، ولقاء الله جل ذكره{[63674]} على ذلك غير مبدل ولا مغير أماتنا الله على ذلك وحشرنا عليه .


[63667]:ساقط من ح.
[63668]:ع: "هذا".
[63669]:الزمر:5.
[63670]:النساء: آية 47.
[63671]:ع: "يرتجى" بها".
[63672]:ع: "سنة".
[63673]:ساقط من ع.
[63674]:ع: "جل وعز".