التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

والمراد بالإِنسان فى قوله - سبحانه - : { وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا } جنسه ، فيشمل المؤمن والكافر .

وقوله { ما لها } مبتدأ وخبر ، والاستفهام : المقصود به التعجب مما حدث من أهوال .

أى : وقال كل إنسان على سبيل الدهشة والحيرة : أي شيء حدث للأرض حتى جعلها تضطرب هذا الاضطراب الشديد .

قال الجمل : وفى المراد بالإِنسان هنا قولان : أحدهما : أنه اسم جنس يعم المؤمن والكافر ، وهذا يدل على قول من جعل الزلزلة من أشراط الساعة ، فيسأل بعضهم بعضا عن ذلك . والثانى : أنه الكافر خاصة ، وهذا يدل على قول من جعلها زلزلة القيامة ؛ لأن المؤمن عارف بها فلا يسأل عنها ، والكافر جاحد لها ، فإذا وقعت سأل عنها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

وقوله : { وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا } أي : استنكر أمرها بعد ما كانت قارة ساكنة ثابتة ، وهو مستقر على ظهرها ، أي : تقلبت الحال ، فصارت متحركة مضطربة ، قد جاءها من أمر الله ما قد أعد لها من الزلزال الذي لا محيد لها عنه ، ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والآخرين ، وحينئذ استنكر الناس أمرها ، وتبدلت الأرض غير الأرض والسموات ، وبرزوا لله الواحد القهار .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

وقوله : { وَقالَ الإنْسانُ مالَهَا } يقول تعالى ذكره : وقال الناس إذا زُلزلت الأرض لقيام الساعة : ما للأرض وما قصتها{ يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أخْبارَها } . كان ابن عباس يقول في ذلك ما :

حدثني ابن سنان القزّاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، وَقالَ الإنْسانُ ما لَهَا قال : الكافر .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

{ وقال الإنسان ما لها } لما يبهرهم من الأمر الفظيع . وقيل : المراد بالإنسان الكافر ، فإن المؤمن يعلم ما لها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

والتعريف في { الإنسان } تعريف الجنس المفيد للاستغراق ، أي وقال الناس ما لها ، أي الناس الذين هم أحياء ففزعوا وقال بعضهم لبعض ، أو قال كل أحد في نفسه حتى استوى في ذلك الجَبان والشجاع ، والطائش والحكيم ، لأنه زلزال تجاوز الحدّ الذي يصبر على مثله الصَّبور .

وقول : { ما لها } استفهام عن الشيء الذي ثبت للأرض ولزمها لأن اللام تفيد الاختصاص ، أي ما للأرض في هذا الزلزال ، أو ما لها زُلزلت هذا الزلزال ، أي ماذا ستكون عاقبته . نزلت الأرض منزلة قاصد مريد يتساءل الناس عن قصده من فعله حيث لم يتبين غرضه منه ، وإنما يقع مثل هذا الاستفهام غالباً مردفاً بما يتعلق بالاستقرار الذي في الخبر مثل أن يقال : ما لَه يفعل كَذا ، أو ما له في فعل كذا ، أو ما له وفلاناً ، أي معه ، فلذلك وجب أن يكون هنا مقدَّر ، أي ما لها زلزلت ، أو ما لها في هذا الزلزال ، أو ما لها وإخراج أثقالها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقال الناس إذا زُلزلت الأرض لقيام الساعة : ما للأرض وما قصتها؟ { يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أخْبارَها } . كان ابن عباس يقول:... "وَقالَ الإنْسانُ ما لَهَا" قال: الكافر ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال الكافر ما لها تتحرك ؟ ....يظن أنها بنفسها تفعل ذلك ، لا لفزعه مما يرى من أهوال ذلك اليوم وتغيير أحوالها على ما لم ينظر في الدنيا في الآيات والحجج حتى يقبلها ، ويخضع لها ....

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

معناه يقول الإنسان : أي شيء أصارها إلى هذه الحالة التي ترى بها ، يقول الإنسان ذلك متعجبا من عظم شأنها ، وإنه لأمر عظيم لفظت بما فيها ، وتخلت من جميع الأمور التي استودعها . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها ؛ وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء ، فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

هو قول على معنى التعجب من هول ما يرى ، قال جمهور المفسرين : الإنسان هنا يراد به الكافر ، هذا متمكن لأنه يرى ما لم يظن به قط ولا صدقه ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ وقال الإنسان } أي هذا النوع الصادق بالقليل والكثير لما له من النسيان لما تأكد عنده من أمر البعث بما له من الأنس بنفسه والنظر في عطفه ، على سبيل التعجب والدهش أو الحيرة ، ويجوز أن يكون القائل الكافر كما يقول :{ من بعثنا من مرقدنا }[ يس : 52 ] فيقول له المؤمن : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }[ يس : 52 ] { ما لها } أي أيّ شيء للأرض في هذا الأمر الذي لم يعهد مثله .

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

( وقال الإنسان : ما لها ? ) . . وهو سؤال المشدوه المبهوت المفجوء ، الذي يرى ما لم يعهد ، ويواجه ما لا يدرك ، ويشهد ما لا يملك الصبر أمامه والسكوت . مالها ? ما الذي يزلزلها هكذا ويرجها رجا ? مالها .....أمر هائل يقع للمرة الأولى ! ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والتعريف في { الإنسان } تعريف الجنس المفيد للاستغراق ، أي وقال الناس ما لها ، أي الناس الذين هم أحياء ففزعوا وقال بعضهم لبعض ، أو قال كل أحد في نفسه حتى استوى في ذلك الجَبان والشجاع ، والطائش والحكيم ، لأنه زلزال تجاوز الحدّ الذي يصبر على مثله الصَّبور . ...