تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

{ وقال الإنسان مالها } { يومئذ تحدث أخبارها } قيل : فيه تقديم وتأخير ، أي تحدث أخبارها فيقول الإنسان : مالها ؟ وقيل : يقول الإنسان : ما لها حين تخبر بأحوالها ، وقوله : { مالها } أي ما للأرض تزلزلت ، متعجباً ، أي ما لها حدثت فيها ما لم يعرف ، وقيل : ما لها تشهد ، قالها كناية عن الأرض { يومئذ تحدث أخبارها } أي أخبار الأرض ، وما كان عليها ، ومن عصى ، وقيل : بما عملوا الناس عليها من خير وشر ، فتقول : المؤمن وحَّد وصام ، وتقول : الكافر أشر وعصى ، وتشهد كما شهد الملائكة والجوارح ، ومتى قيل : وما الفائدة في ذلك ؟ قلنا : وجوه : خزي الكافر وسرور المؤمن ، ومنها إيلاء العذر ككلام الجوارح ليُعلم أنه أتى من قبل نفسِه ، وأن الله ليس بظلام للعبيد ، ومنها أنه لطف للمكلف إذا تصور تلك الحالة صرفه عن العصيان ، ومتى قيل : تكلم الأرض ؟ قلنا : فيه وجهان : إما أن يخلق فيها الكلام ، فكيون الله مجوبه ، وإضافة إلى الأرض مجاز ، وهو في باب القرآن واسع ، والثاني أن يصورها حيواناً تكلم وتكون حجة على الخلق ، ذكر الوجهين أبو علي ، ورواه الحاكم ، وعن ابن مسعود : إنما تكلم يومئذٍ فتقول : الله أمرني بهذا ، وهذا أقرب إلى الظاهر .