إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا} (3)

{ وَقَالَ الإنسان } أيْ كُلُّ فردٍ من أفرادِه لما يَدهمُهْم منَ الطامَّةِ التامَّةِ ويبهرهُم مِنَ الدَّاهيةِ العامَّةِ { مَا لَهَا } زُلزلتْ هذهِ المرتبةَ الشديدةَ منَ الزلزالِ ، وأخرجتْ ما فيَها منَ الأثقالِ ، استعظاماً لما شاهدُوه منَ الأمرِ الهائلِ ، وقد سيرتِ الجبالُ في الجَوِّ وصيرتْ هباءً ، وقيلَ : هُو قولُ الكافرِ ؛ إذْ لمْ يكُنْ مؤمناً بالبعثِ ، والأظهرُ هُو الأولُ ، عَلى أنَّ المؤمنَ يقولُه بطريقِ الاستعظامُ ، والكافرُ بطريق التعجبِ .