التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

{ ثُمَّ الجحيم صَلُّوهُ } أى : ثم بعد هذا التقييد والإِذلال . . اقذفوه به إلى الجحيم ، وهى النار العظيمة ، الشديدة التأجج والتوهج .

ومعنى { صَلُّوهُ } بالغوا فى تصليته النار ، بغمسه فيها مرة بعد أخرى . يقال : صَلِى فلان النار ، إذا ذاق حرها ، وصَلّى فلان فلانا النار ، إذا أدخله فيها . وقلبه على جمرها كما تقلب الشاة فى النار .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

ولا يقطع هذه الرنة الحزينة المديدة إلا الأمر العلوي الجازم ، بجلاله وهوله وروعته :

( خذوه . فغلوه . ثم الجحيم صلوه . ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

يا للهول الهائل ! ويا للرعب القاتل ! ويا للجلال الماثل !

( خذوه ) . .

كلمة تصدر من العلي الأعلى . فيتحرك الوجود كله على هذا المسكين الصغير الهزيل . ويبتدره المكلفون بالأمر من كل جانب ، كما يقول ابن أبي حاتم بإسناده عن المنهال بن عمرو : " إذا قال الله تعالى : خذوه ابتدره سبعون ألف ملك . إن الملك منهم ليقول هكذا فيلقي سبعين ألفا في النار " . . كلهم يبتدر هذه الحشرة الصغيرة المكروبة المذهولة !

( فغلوه ) . .

فأي السبعين ألفا بلغه جعل الغل في عنقه . . !

( ثم الجحيم صلوه ) . .

ونكاد نسمع كيف تشويه النار وتصليه . .

( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

وذراع واحدة من سلاسل النار تكفيه ! ولكن إيحاء التطويل والتهويل ينضح من وراء لفظ السبعين وصورتها .

ولعل هذا الإيحاء هو المقصود ! .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

ثم الجحيم صلوه ثم لا تصلوه إلا الجحيم وهي النار العظمى لأنه كان يتعظم على الناس .