نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

ولما كان الغل لما{[68108]} بعده من العقاب ، قال معظماً رتبة عقابه في الشدة والهول بالتعبير بأداة التراخي : { ثم الجحيم } أي النار العظمى التي تجمح على من يريد دفاعاً وتحجم عنها من رآها لأنها في غاية الحمو والتوقد والتغيظ والتشدد { صلوه * } أي بالغوا في تصليته إياها وكرروها لغمسه في النار كالشاة المصلية مرة بعد أخرى ولا{[68109]} تصلوه في أول أمره غيرها{[68110]} لأنه كان لا يألو جهداً أن يحرق قلوب النصحاء بأشد ما يقدر عليه{[68111]} من الكلام وغيره ، وكان يتعظم على الضعفاء ، فناسب أن يصلى أعظم النيران ،


[68108]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[68109]:- زيد من ظ وم.
[68110]:- من ظ وم، وفي الأصل: لمن.
[68111]:- العبارة من هنا إلى "بعدم الأعمال" (ص: 370 س:6) نسخت من ظ لأجل انطماسها في الأصل.