السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

{ ثم الجحيم } أي : النار العظمى التي تحجم على من يريد دفاعها ويحجم عنها من رآها ، لأنها في غاية الحمو والتوقد والتغيظ والتشدد { صلوه } أي : بالغوا في تصليته إياها وكرروها بغمسة في النار كالشاة المصلية مرة بعد أخرى ؛ لأنه كان يتعاظم على الناس فناسب أن يصلى أعظم النيران ، وعبر أيضاً بأداة التراخي لعلو رتبة مدخولها فقال مؤذناً بعدم الخلاص ، وتقديم المفعول يفيد الاختصاص عند بعضهم ولذلك قال الزمخشري : ثم لا يصلوه إلا الجحيم . قال أبو حيان : وليس ما قاله مذهباً لسيبويه ولا لحذاق النجاة ، اه . لكن كلام النحاة لا يأبى ما قاله .