التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

وهنا يرد عليهم المستكبرون ، بضيق وملل . ويحكى القرآن ذلك فيقول { قَالَ الذين استكبروا } أى للضعفاء .

{ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ } أى : إنا نحن وأنتم جميعا فى جهنم ، فكيف ندفع عنكم شيئا من العذاب ، وإنننا لو كانت عندنا القدرة على دفع شئ من العذاب ، لدفعناه عن أنفسنا .

لفظ { كل } مبتدأ ، وفيها متعلق بمحذوف خبر ، والجملة من المبتدأ والخبر ، خبر إن .

وجملة : { إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد } من جملة الرد ، أى : إن الله - تعالى - قد حكم بين العباد بحكمه العادل ، فجعل للمؤمنين الجنة ، وجعل للكافرين النار وقدر لكل منا ومنكم عذابا لا تغنى فيه نفس عن نفس شيئا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

21

فأما الذين استكبروا فيضيقون صدراً بالذين استضعفوا ، ويجيبونهم في ضيق وبرم وملالة . وفي إقرار بعد الاستكبار :

( قال الذين استكبروا : إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد ) . .

( إنا كل فيها ) . . إنا كل ضعاف لا نجد ناصراً ولا معيناً . إنا كل في هذا الكرب والضيق سواء . فما سؤالكم لنا وأنتم ترون الكبراء والضعاف سواء ?

( إن الله قد حكم بين العباد ) . . فلا مجال لمراجعة في الحكم ، ولا مجال لتغيير فيه أو تعديل . وقد قضي الأمر ، وما من أحد من العباد يخفف شيئاً من حكم الله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا } أي : لا نتحمل عنكم شيئا ، كفى بنا ما عندنا ، وما حملنا من العذاب والنكال . { إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } أي : يقسم{[25534]} بيننا العذاب بقدر ما يستحقه كل منا ، كما قال تعالى : { قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ } [ الاعراف : 38 ] .


[25534]:- (1) في ت: "فقسم".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

و : { الذين استكبروا } هم أشراف الكفار وكبراؤهم ، ولم يصفهم بالكبر إلا من حيث استكبروا ، لأنهم من أنفسهم كبراء ، ولو كانوا كذلك في أنفسهم لكانت صفته الكبر أو نحوه مما يوجب الصفة لهم . و «تبع » : قيل هو جمع واحد تابع ، كغائب وغيب{[10010]} ، وقيل هو مفرد يوصف به الجمع ، كعدل وزور وغيره .

وقوله : { مغنون عنا } أي يحملون عنا كله{[10011]}المسلم ومشقته ، فأخبرهم المستكبرون أن الأمر قد انجزم بحصول الكل منهم فيها وأن حكم الله تعالى قد استمر بذلك .

وقوله : { كل فيها } ابتداء وخبر ، والجملة موضع خبر «إن » .

وقرأ ابن السميفع : «إنا كلاًّ » ، بالنصب على التأكيد .


[10010]:أوضح منها أنه مثل خادم وخدم، وعاس وعسس، وراصد ورصد، وهامل وهمل، وهذه الأخيرة تقال للبعير إذا ضل وأهمل.
[10011]:من معاني الكل: المصيبة تحدث، فالمعنى: تحملون عنا مصيبتنا التي حدثت لنا.