فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

وجملة { قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا } مستأنفة جواب سؤال مقدر قرأ الجمهور { كل } بالرفع على الابتداء ، وخبره { فيها } والجملة خبر إن قاله الأخفش ، وقرأ ابن السميفع وعيسى ابن عمر { كُلًا } بالنصب ، قال الكسائي والفراء على التأكيد لاسم إن بمعنى كلنا ، وتنوينه عوض عن المضاف إليه ؛ وقيل على الحال ، ورجحه ابن مالك ، والمعنى إنا نحن وأنتم جميعا في جهنم ، فكيف نغني عنكم ؟ ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا .

{ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } أي قضى بينهم بأن فريقا في الجنة وفريقا في السعير ، فلا يغني أحد عن أحد شيئا فعند ذلك يحصل اليأس للأتباع من المتبوعين ، فيرجعون كلهم إلى خزنة جهنم يسألونهم ، كما قال : { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ( 49 ) } .