الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلّٞ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ} (48)

وقوله تعالى : { إذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار } أي : واذكر يا محمد إذ يتخاصم في النار الضعفاء من الكفار – وهم التابعون – مع المستكبرين هو المتَّبَعُون على الشرك فيقول التابعون للمتبوعين : إنا{[59745]} كنا لكم في الدنيا تبعا على الضلالة والكفر بالله سبحانه ، فهل أنتم دافعون عنا حظا من النار ، فقد كنا نسارع في محبتكم وطاعتكم في الدنيا ، ولولا أنتم لكنا مؤمنين فنسلم من هذا العذاب .

فأجابهم المتبعون{[59746]} : { إنا كل فيها } أي : في النار ، فلا تقدر أن ندفع عن

أنفسنا شيئا منها{[59747]} ولا عنكم .

{ إن الله قد حكم بين العباد } أي : أسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار . فلا نحن – مما نحن فيه من البلاء – خارجون{[59748]} ولا هم مما{[59749]} هم فيه من النعيم – منتقلون .


[59745]:متآكل في (ح).
[59746]:(ح): المتبوعون.
[59747]:في طرة (ت).
[59748]:(ت): خارجين.
[59749]:فوق السطر في (ت).