التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

وقال ها هنا { مُدْهَآمَّتَانِ } أى : سوداوان من شدة الرى من الماء .

وقال الإمام القرطبى : فإن قيل : كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين ، كما ذكر أهل الجنتين الأوليين ؟

قيل : الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه . إلا أن الخائفين مراتب ، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد منزلة فى الخوف من الله - تعالى - ، والجنتان الأخريان لمن قصرت حاله فى الخوف من الله - تعالى - .

وقال الآلوسى : قوله - تعالى - : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } مبتدأ وخبر أى : ومن دون تينك الجنتين فى المنزلة والقدر جنتان أخريان والأكثرون على أن الأوليين للسابقين ، وهاتين لأصحاب اليمين .

وقوله : { مُدْهَآمَّتَانِ } صفة للجنتين . . . أى : هما شديدتا الخضرة ، والخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد من كثرة الرى .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

فهما : ( مدهامتان ) . . أي مخضرتان خضرة تميل إلى السواد لما فيهما من أعشاب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

أي سوداوان من شدة الري .

قال ابن عباس في قوله : { مُدْهَامَّتَان } قد اسودتا من الخضرة ، من شدة الري من الماء .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن فُضَيْل ، حدثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { مُدْهَامَّتَان } : قال : خضراوان . ورُوي عن أبي أيوب الأنصاري ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن أبي أَوْفَى ، وعكرمة ، وسعيد بن جُبَير ، ومجاهد - في إحدى الروايات - وعطاء ، وعطية العَوْفي ، والحسن البصري ، ويحيى بن رافع ، وسفيان الثوري ، نحو ذلك .

وقال محمد بن كعب : { مُدْهَامَّتَان } : ممتلئتان من الخضرة . وقال قتادة : خضراوان من الري ناعمتان . ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجار المشبكة بعضها في بعض .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

مدهامتان خضراوان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة وفيه إشعار بأن الغالب على هاتين الجنتين النبات والرياحين المنبسطة على وجه الأرض وعلى الأوليين الأشجار والفواكه دلالة على ما بينهما من التفاوت .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

و{ مدهامتان } وصف مشتق من الدُّهمة بضم الدال وهي لون السواد . ووصف الجنتين بالسواد مبالغة في شدة خضرة أشجارهما حتى تكونا بالتفاف أشجارها وقوة خضرتها كالسوداوين لأن الشجر إذا كان ريّان اشتدت خضرة أوراقه حتى تقرب من السواد ، وقد أخذ هذا المعنى أبو تمام وركَّب عليه فقال :

يا صاحبيَّ تقصَّيَا نَظَريكُما *** تَريا وجوهَ الأرض كيف تَصوَّر

تريا نهاراً مشمِساً قد شابَهُ *** زَهْــرُ الرُّبى فكأنما هو مقمر