التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

ثم ختم - سبحانه - هذه الآيات بلمحة عن قصة نوح - عليه السلام - فقال { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ } أى : وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء جميعا بالطوفان .

{ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } أى : خارجين عن طاعتنا ، منغمسين فى الكفر والعصيان .

وهكذا ساقت السورة الكريمة جانبا من قصص هؤلاء الأنبياء ، ليكون فى ذلك تسلية للنبى - صلى الله عليه وسلم - وتذكرة للمتذكرين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وآية رابعة في قوم نوح :

( وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين ) . .

وهي إشارة سريعة تلمس القصة لمسة واحدة بدون إيضاح . كأنما ليقال : واذكر قوم نوح . وقد وردت( قوم )منصوبة وبدون لفظ [ في ] بتقدير كلمة [ اذكر ] قبلها . وتلتها ( والسماء بنيناها . . )معطوفة عليها . . وهذه آية كونية ، وتلك آية تاريخية . يربطهما السياق معا ، ويربط بهما هذا القطاع بالقطاع الثالث في السورة . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وقوله : { وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ } أي : وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة ، من سور متعددة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وقوله : وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إنّهُمْ كانُوا قَوْما فاسِقِينَ اختلفت القرّاء في قراءة قوله : وَقَوْم نُوح نصبا . ولنصب ذلك وجوه : أحدها : أن يكون القوم عطفا على الهاء والميم في قوله : فأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ إذ كان كلّ عذاب مهلك تسميه العرب صاعقة ، فيكون معنى الكلام حينئذٍ : فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح من قبل . والثاني : أن يكون منصوبا بمعنى الكلام ، إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبلُ دلالة على المراد من الكلام ، وأن معناه : أهلكنا هذه الأمم ، وأهلكنا قوم نوح من قبل . والثالث : أن يضمر له فعلاً ناصبا ، فيكون معنى الكلام : واذكر لهم قوم نوح ، كما قال : وَإبْرَاهِيمَ إذْ قالَ لِقَوْمِهِ ونحو ذلك ، بمعنى أخبرهم واذكر لهم . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة «وَقَوْمِ نُوحٍ » بخفض القوم على معنى : وفي قوم نوح عطفا بالقوم على موسى في قوله : وَفِي مُوسَى إذْ أرْسَلْناهُ إلى فِرْعَوْنَ .

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب ، وتأويل ذلك في قراءة من قرأه خفضا وفي قوم نوح لهم أيضا عبرة ، إذ أهلكناهم من قبل ثمود لما كذّبوا رسولنا نوحا إنّهُمْ كانُوا قَوْما فاسِقِينَ يقول : إنهم كانوا مخالفين أمر الله ، خارجين عن طاعته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم : «وقوم نوح » بالنصب ، وهو عطف إما على الضمير في قوله : { فأخذتهم } [ الذاريات : 44 ] إذ هو بمنزلة أهلكناهم ، وإما على الضمير في قوله : { فنبذناهم } [ الذاريات : 40 ] ، وقرأ أبو عمرو فيما روى عنه عبد الوارث : «وقومُ نوح » بالرفع وذلك على الابتداء وإضمار الخبر وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي : «وقومِ » بالخفض عطفاً على ما تقدم من قوله : { وفي ثمود } [ الذاريات : 43 ] وقد روي النصب عن أبي عمرو .