التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

وقوله - سبحانه - { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ الآخرة } إبطال آخر لكلامهم ، وزجر لهم عن هذا الجدال السخيف . أى : كلا ليس الأمر كما أرادوا وزعموا بل الحق أن هؤلاء القوم لا يخافون الآخرة ، وما فيها من حساب وجزاء ، لأنهم لو كانوا يخافون لما اقترحوا تلك المقترحات السخيفة المتعنتة . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

ثم يستمر في رسم صورة النفوس من داخلها ، فيضرب عما ذكره من ذلك الطمع والحسد ، ويذكر سببا آخر للإعراض والجحود . وهو يردع في نفوسهم ذلك الطمع الذي لا يستند إلى سبب من صلاح ولا من استعداد لتلقي وحي الله وفضله :

( كلا ! بل لا يخافون الآخرة ) . .

وعدم خوفهم من الآخرة هو الذي ينأى بهم عن التذكرة ، وينفرهم من الدعوة هذه النفرة . ولو استشعرت قلوبهم حقيقة الآخرة لكان لهم شأن غير هذا الشأن المريب !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

وقوله : كَلاّ بَلْ لا يَخافُونَ الاَخِرَةَ يقول تعالى ذكره : ما الأمر كما يزعمون من أنهم لو أوتوا صحفا منشّرة صدّقوا ، بل لا يخافون الاَخرة ، يقول : لكنهم لا يخافون عقاب الله ، ولا يصدّقون بالبعث والثواب والعقاب فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة الله ، وهوّن عليهم ترك الاستماع لوحيه وتنزيله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : كَلاّ بَلْ لا يخافُونَ الاَخِرَةَ إنما أفسدهم أنهم كانوا لا يصدّقون بالاَخرة ، ولا يخافونها ، هو الذي أفسدهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

{ كَلاَّ } إبطال لظاهر كلامهم ومرادِهم منه وردع عن ذلك ، أي لا يكون لهم ذلك .

ثم أضرب على كلامهم بإبطال آخر بحرف الإِضراب فقال : { بل لا يخافون الآخرة } أي ليس ما قالوه إلاّ تنصلاً فلو أنزل عليهم كتاب ما آمنوا وهم لا يخافون الآخرة ، أي لا يؤمنون بها فكُني عن عدم الإِيمان بالآخرة بعدم الخوف منها ، لأنهم لو آمنوا بها لخافوها إذ الشأن أن يُخاف عذابها إذ كانت إحالتهم الحياة الآخرة أصلاً لتكذيبهم بالقرآن .