الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

- ( كلا ) ، أي لا يكون ذلك .

قال قتادة : قال قائلون من الناس : يا محمد ، إن سرك أن نتبعك فآتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان ( يؤمر ) {[71680]} فيه باتباعك {[71681]} .

وقال مجاهد يريدون أن ينزل عليهم كتابا إلى فلان من رب العالمين {[71682]} . وقيل : المعنى : بل يريد كل إنسان منهم أن يذكر بذكر جميل ، فجعلت الصحف في موضع الذكر على المجاز {[71683]} .

وقيل : قالوا : إن كان الإنسان إذا أذنب كتب عليه ، فما بالنا لا نؤتى ذلك {[71684]} ؟ ! . -

- ثم قال : ( بل {[71685]} لا يخافون الاخرة )

أي : لكنهم لا يخافون عقاب الله ، ولا يرجون ثوابه ، فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة الله ، وهون عليهم ترك الاستماع لوحي الله وتنزيله . قال قتادة : " إنما أفسدهم أنهم كانوا لا يصدقون بالآخرة ولا يخافونها " {[71686]} .


[71680]:- أ، ث: نومر. وكلاهما وردت به الرواية انظر جامع البيان 29/171 وزاد المسير 8/413.
[71681]:- حكاه القرطبي في تفسيره: 19/90.
[71682]:- حكاه القرطبي في تفسيره: 19/90.
[71683]:- حكاه القرطبي في تفسيره: 19/90.
[71684]:- معاني الفراء: 3/206 والغريب لابن قتيبة: 498 وزاد المسير: 8/413 وتفسير الرازي 30/212.
[71685]:- بداية الآية: {كلا بل...}.
[71686]:- جامع البيان 29/171.