التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (53)

{ كَلاَّ } إبطال لظاهر كلامهم ومرادِهم منه وردع عن ذلك ، أي لا يكون لهم ذلك .

ثم أضرب على كلامهم بإبطال آخر بحرف الإِضراب فقال : { بل لا يخافون الآخرة } أي ليس ما قالوه إلاّ تنصلاً فلو أنزل عليهم كتاب ما آمنوا وهم لا يخافون الآخرة ، أي لا يؤمنون بها فكُني عن عدم الإِيمان بالآخرة بعدم الخوف منها ، لأنهم لو آمنوا بها لخافوها إذ الشأن أن يُخاف عذابها إذ كانت إحالتهم الحياة الآخرة أصلاً لتكذيبهم بالقرآن .