التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

وهنا كشف موسى - عليه السلام - عما أيده الله - تعالى - به من معجزات حسية خارقة { فألقى عَصَاهُ } على الأرض أمام فرعون وقومه { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } .

أى : فإذا هى حية عظيمة فى غاية الجلاء والوضوح على أنها حية حقيقة ، لا شائبة معها للتخييل أو التمويه كما يفعل السحرة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

10

هنا كشف موسى عن معجزتيه الماديتين ؛ وقد أخرهما حتى بلغ التحدي من فرعون أقصاه :

( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين . ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ) . .

والتعبير يدل على أن العصا تحولت فعلا إلى ثعبان تدب فيه الحياة ، وأن يده حين نزعها كانت بيضاء فعلا يدل على هذا بقوله : ( فإذا هي )فلم يكن الأمر تخييلا ، كما هو الحال في السحر الذي لا يغير طبائع الأشياء ، إنما يخيل للحواس بغير الحقيقة .

ومعجزة الحياة التي تدب من حيث لا يعلم البشر ، معجزة تقع في كل لحظة ، ولكن الناس لا يلقون لها بالا ، لطول الألفه والتكرار ، أو لأنهم لا يشهدون التحول على سبيل التحدي فأما في مثل هذا المشهد . وموسى - عليه السلام - يلقي في وجه فرعون بهاتين الخارقتين فالأمر يزلزل ويرهب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ * فَأَلْقَىَ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنّاظِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : قال موسى لفرعون لما عرفه ربه ، وأنه ربّ المشرق والمغرب ، ودعاه إلى عبادته وإخلاص الألوهة له ، وأجابه فرعون بقوله لَئِنِ اتّخَذْتَ إلَهَا غَيْرِي لأَجْعَلَنّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ : أتجعلني من المسجونين وَلَوْ جِئْتُكَ بشَيْءٍ مُبينٍ يبين لك صدق ما أقول يا فرعون وحقيقة ما أدعوك إليه ؟ وإنما قال ذلك له ، لأن من أخلاق الناس السكون للإنصاف ، والإجابة إلى الحقّ بعد البيان فلما قال موسى له ما قال من ذلك ، قال له فرعون : فأت بالشيء المبين حقيقة ما تقول ، فإنا لن نسجنك حينئذ إن اتخذت إلها غيري إن كنت من الصادقين : يقول : إن كنت محقا فيما تقول ، وصادقا فيما تصف وتخبر . فأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هيَ ثُعْبانٌ مُبينٌ يقول جلّ ثناؤه : فألقى موسى عصاه فتحوّلت ثعبانا ، وهي الحية الذكر كما قد بيّنت فيما مضى قبل من صفته وقوله مُبِينٌ يقول : يبين لفرعون والملأ من قومه أنه ثعبان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس ، قوله فَأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ يقول : مبين له خلق حية . وقوله : وَنَزَعَ يَدَه فإذَا هيَ بَيْضَاءُ يقول : وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للنّاظرِينَ لمن ينظر إليها ويراها .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثام بن عليّ ، قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، قال : ارتفعت الحية في السماء قدر ميل ، ثم سفلت حتى صار رأس فرعون بين نابيها ، فجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت ، فجعل فرعون يقول : يا موسى أسألك بالذي أرسلك ، قال : فأخذه بطنه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هيَ ثُعْبانٌ مُبينٌ" يقول جلّ ثناؤه: فألقى موسى عصاه فتحوّلت ثعبانا، وهي الحية الذكر كما قد بيّنت فيما مضى قبل من صفته. وقوله "مُبِينٌ" يقول: يبين لفرعون والملأ من قومه أنه ثعبان...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: الثعبان، هو الكبيرة العظيمة من الحيّات...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} ظاهر الثعبانية، لا شيء يشبه الثعبان، كما تكون الأشياء المزوّرة بالشعوذة والسحر...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن قوله: {أولو جئتك بشيء مبين} يدل على أن الله تعالى قبل أن ألقى العصا عرفه بأنه يصيرها ثعبانا، ولولا ذلك لما قال ما قال: فلما ألقى عصاه ظهر ما وعده الله به فصار ثعبانا مبينا، والمراد أنه تبين للناظرين أنه ثعبان بحركاته وبسائر العلامات..

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هنا كشف موسى عن معجزتيه الماديتين؛ وقد أخرهما حتى بلغ التحدي من فرعون أقصاه: (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين. ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين).. والتعبير يدل على أن العصا تحولت فعلا إلى ثعبان تدب فيه الحياة، وأن يده حين نزعها كانت بيضاء فعلا يدل على هذا بقوله: (فإذا هي) فلم يكن الأمر تخييلا، كما هو الحال في السحر الذي لا يغير طبائع الأشياء، إنما يخيل للحواس بغير الحقيقة. ومعجزة الحياة التي تدب من حيث لا يعلم البشر، معجزة تقع في كل لحظة، ولكن الناس لا يلقون لها بالا، لطول الألفه والتكرار، أو لأنهم لا يشهدون التحول على سبيل التحدي فأما في مثل هذا المشهد. وموسى -عليه السلام- يلقي في وجه فرعون بهاتين الخارقتين فالأمر يزلزل ويرهب..