النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

قوله عز وجل : { فَأَلْقَى عَصَاهُ } قال سعيد بن جبير : كانت من عوسج ، قال الحكيم : ولم يسخر العوسج لأحد بعده . وقال الكلبي : كانت من آس الجنة عشرة أذرع على طول موسى .

{ فإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } فيه قولان :

أحدهما : أنها الحية الذكر ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه اعتم الحيات الصفر شعراء العنق ، حكاه النقاش .

{ مُّبِينٌ } فيه وجهان :

أحدهما : مبين أنه ثعبان .

الثاني : مبين أنها آية وبرهان . وكان فرعون قد همّ بموسى فلما صارت العصا ثعباناً فَاغِراً فَاهُ خافه ولاَذَ بموسى مستجيراً وَوَلَّى قومُه هرباً حتى وطئ بعضهم على بعض . قال ابن زيد : وكان اجتماعهم بالإسكندرية . قال الزجاج : روي أن السحرة كانوا اثني عشر ألفاً ، وقيل : تسعة عشر ألفاً .