فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (32)

{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي : ظاهر ثعبانيته ليس بتمويه وتخييل كما يفعل السحرة .

قيل : إنها لما صارت حية ارتفعت في السماء قدر ميل . ثم انحطت مقبلة إلى فرعون ، فقال بالذي أرسلك إلا أخذتها ، فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت ، وقد تقدم تفسير هذا وما بعده في سورة الأعراف واشتقاق الثعبان من ثعبت الماء في الأرض فانثعب ، أي : فجرته فانفجر ، وقد عبر سبحانه في موضع آخر مكان الثعبان بالحية بقوله : { فإذا هي حية تسعى } وفي موضع بالجان ، فقال : { كأنها جان } والجان هو المائل إلى الصغر ، والثعبان هو المائل إلى الكبر ، والحية جنس يشمل الكبير والصغير .