التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٞ} (109)

وبذلك يكون موسى قد أتى بالبينة التي تدعو فرعون وملأه إلى الإيمان به فهل آمنوا ؟ كلا إنهم ما آمنوا بل استمروا في ضلالهم ، وحكى لنا القرآن أن حاشية فرعون السيئة ، وأصحاب الجاه والغنى في دولته غاظهم ما جاء به موسى ، يدل على ذلك قوله - تعالى - { قَالَ الملأ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } .

أى : قال الأشراف من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم ، أى : راسخ في علم السحر ، ماهر فيه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٞ} (109)

103

كلا ! إن الطاغوت لا يستسلم هكذا من قريب . ولا يسلم ببطلان حكمه وعدم شرعية سلطانه بمثل هذه السهولة !

وفرعون وملؤه يخطئون فهم مدلول هذه الحقيقة الهائلة التي يعلنها موسى . بل إنهم ليعلنونها صريحة . ولكن مع تحويل الأنظار عن دلالتها الخطيرة ، باتهام موسى بأنه ساحر عليم :

( قال الملأ من قوم فرعون : إن هذا لساحر عليم ) .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٞ} (109)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ الْمَلاُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنّ هََذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } . .

يقول تعالى ذكره : قالت الجماعة من رجال قوم فرعون والأشراف منهم : إن هذا ، يعنون موسى صلوات الله عليه ، لَساحِرٌ عَلِيمٌ يعنون : أنه يأخذ بأعين الناس بخداعه إياهم حتى يخيل إليهم العصا حية والاَدم : أبيض ، والشيء بخلاف ما هو به . ومنه قيل : سحر المطر الأرض : إذا جادها فقطع نباتها من أصوله ، وقلب الأرض ظهرا لبطن ، فهو يسحرها سحرا ، والأرض مسحورة إذا أصابها ذلك . فشبه سحر الساحر بذلك لتخييله إلى من سحره أنه يرى الشيء بخلاف ما هو به ومنه قول ذي الرمّة في صفة السراب :

وَساحِرَةُ العُيُونِ منَ المَوَامي ***تَرَقّصُ في نَوَاشِزِها الأُرُومُ

وقوله عَليمٌ يقول : ساحر عليم بالسحر ،