التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٞ} (109)

قوله : { قال الملأ من قوم فرعون } ينظرون إليه لا يكتمون في أنفسهم غير الدهش والذهول . لكن القول كانوا من غلاة العتو والاستكبار والجحود وفي مقدمتهم الطاغوت الظلوم فرعون الذي ملأ الأرض فسادا وظلما ، والذي غالى في الكفران البالغ والعدوان المقيت مغالاة لا ينزلق إلى مثلها أولو فطرة سليمة . أو من كان به مسكة من عقل . وسيأتي تفصيل ذلك من فرعون في موضعه إن شاء الله .

قوله : { قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لسحر عليم } لما شاهد الملأ من قوم فرعون وهم الأشراف من قومه الكافرين ، هاتين المعجزتين العظيمتين وهما انقلاب العصا حية ، وصيرورة يده بيضاء تتلألأ من غير سقم عجبوا لذلك عجبا . لكنهم لفرط عتوهم واستكبارهم وفساد قلوبهم ما لبثوا أن انتكسوا خاسرين معاندين ، إذ قالوا : { عن هذا لسحر عليم } أي كثير العلم بالسحر وهو يسحر أعين الناس بخداعه إياهم . والسحر ، هو كل ما لطف مأخذه ودق ، أو هو كل أمر يخفي سببه ويتخيل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخادع . وسحره ؛ أي خداعه{[1490]} .


[1490]:القاموس المحيط جـ 2 ص 46 والمعجم الوسيط 1 ص 419.