ولما أتى بالبيان وأقام واضح البرهان ، اقتضى الحال السؤال عما أبرزوه من المقال في جوابه فقال : { قال الملأ } أي الأكابر { من قوم فرعون } ما تلقفوه من فرعون واحداً بعد واحد ، يلقيه أكبرهم إلى أصغرهم { إن هذا لساحر } أي فهذا الذي رأيتموه أيها الناس من تخييله ما لا حقيقة له ، فلا تبادروا إلى متابعته .
ولما كان ذلك{[32884]} خارجاً عما ألفوه من السحرة قالوا : { عليم* } أي {[32885]}بما هم{[32886]} فيه ، بالغ{[32887]} في علمه إلى حد عظيم ، فلذلك جاء ما رأيتم منه فوق العادة ، فكأن فرعون قال ذلك ابتداء - كما في سورة الشورى - فتلقفوه منه وبادروا إلى قوله ، يقوله بعضهم لبعض إعلاماً بأنهم على غاية الطواعية له خوفاً على رئاستهم تحقيقاً لقوله تعالى{ فاستخف قومه فأطاعوه }{[32888]} واختير هنا إسناده إليهم ، لأن السياق للاستدلال على فسق الأكثر ، وأما هناك فالسياق لأنه إن أراد سبحانه أنزل{[32889]} آية خضعوا لها كما خضع فرعون عند رؤية ما رأى من موسى عليه السلام حتى رضي لنفسه بأن يخاطب عبيده - على ما يزعم - بما{[32890]} يقتضي أن يكون لهم عليه أمر ، فلذا كان إسناد القول إليه أحسن ، لأن النصرة في مقارعة الرأس أظهر ، وخضوع عنقه أضخم وأكبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.