{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } وعطف - سبحانه - النخل والرمان على الفاكهة مع أنهما منهما ، لفضلهما ، فكأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران .
أو - كما يقول صاحب الكشاف - : لأن النخل ثمره فاكهة وطعام ، والرمان فاكهة ودواء ، فلم يخلصا للتفكه ، ولذا قال أبو حنيفة - رحمه الله - إذا حلف لا يأكل فاكهة ، فأكل رمانا أو رطبا لم يحنث .
القول في تأويل قوله تعالى : { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمّانٌ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * فِيهِنّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } .
يقول تعالى ذكره : وفي هاتين الجنتين المدهامّتين فاكهة ونخل ورمّان .
وقد اختلف في المعنى الذي من أجله أعيد ذكر النخل والرمان وقد ذُكر قبل أن فيهما الفاكهة ، فقال بعضهم : أعيد ذلك لأن النخل والرمان ليسا من الفاكهة .
وقال آخرون : هما من الفاكهة وقالوا : قلنا هما من الفاكهة ، لأن العرب تجعلهما من الفاكهة ، قالوا : فإن قيل لنا : فكيف أعيدا وقد مضى ذكرهما مع ذكر سائر الفواكه ؟ قلنا : ذلك كقوله : حافِظوا على الصّلَوَاتِ والصّلاةِ الوُسْطَى فقد أمرهم بالمحافظة على كلّ صلاة ، ثم أعاد العصر تشديدا لها ، كذلك أعيد النخل والرمّان ترغيبا لأهل الجنة . وقال : وذلك كقوله : أَلمْ تَرَ أنّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السّمَواتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ ، ثم قال : وكَثِيرٌ مِنَ النّاس وكَثِيرٌ حَقّ عَلَيْهِ العذَابُ ، وقد ذكرهم في أوّل الكلمة في قوله : مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبير ، قال : نخل الجنة جذوعها من ذهب ، وعروقها من ذهب ، وكرانيفها من زمرد ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، ورطبها كالدلاء ، أشدّ بياضا من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، ليس له عَجَم .
قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن وهب الذماري ، قال : بلغنا أن في الجنة نخلاً جذوعها من ذهب ، وكرانيفها من ذهب ، وجريدها من ذهب ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، كأحسن حلل رآها الناس قط ، وشماريخها من ذهب ، وعراجينها من ذهب ، وثفاريقها من ذهب ، ورطبها أمثال القِلال ، أشدّ بياضا من اللبن والفضة ، وأحلى من العسل والسكر ، وألين من الزّبد والسّمْن .
وكرر النخل والرمان لأنهما ليسا من الفواكه . وقال يونس بن حبيب وغيره : كررهما وهما من أفضل الفاكهة تشريفاً لهما وإشادة بهما كما قال تعالى : { وجبريل وميكال }{[10853]} [ البقرة : 98 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.