التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ} (46)

ثم بين - سبحانه - أن هزيمة المشركين ستعقبها هزيمة أشد منها ، وأنكى فقال : { بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ والساعة أدهى وَأَمَرُّ } .

والمراد بالساعة ، يوم القيامة " وأدهى " : اسم تفضيل من الداهية ، وهى الأمر المنكر الفظيع الذى لا يعرف طريق للخلاص منه .

وقوله { وَأَمَرُّ } أى : وأشد مرارة وقبحا . أى : ليس هذا الذى يحصل لهم فى الدنيا من هزائم نهاية عقوباتهم ، بل يوم القيامة هو يوم نهاية وعيدهم السيىء ، ويوم القيامة هو أعظم داهية ، وأشد مرارة مما سيصيبهم من عذاب دنيوى .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ} (46)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسّاعَةُ أَدْهَىَ وَأَمَرّ * إِنّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلَىَ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسّ سَقَرَ * إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } .

يقول تعالى ذكره : ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون من أنهم لا يبعثون بعد مماتهم بَل السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ للبعث والعقاب وَالسّاعَةُ أدْهَى وأمَرّ عليهم من الهزيمة التي يهزمونها عند التقائهم مع المؤمنين ببدر .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن عمرو بن مرّة ، عن شهر بن حوشب ، قال : إن هذه الاَية نزلت بهلاك إنما موعدهم الساعة ، ثم قرأ أكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ . . . إلى قوله : والسّاعَةُ أدْهَى وأمَرّ .