الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (35)

ثم أخبر تعالى أَنَّه أخرج بأمره مَنْ كان في قرية «لوط » مِنَ المؤمنين ، منجياً لهم ، وأعاد الضمير على القرية ، وإنْ لم يجرِ لها قبل ذلك ذكر ؛ لشهرة أمرها ، قال المفسرون : لاَ فَرْقَ بين تقدُّمِ ذكر المؤمنين وتأخُّرِهِ ؛ وإِنَّمَا هما وصفانِ ذَكَرَهُمْ أَوَّلاً بأحدهما ، ثم آخراً بالثَّاني ، قيل : فالآية دالَّةٌ على أَنَّ الإيمان هو الإسلام ، قال ( ع ) : ويظهر لي أَنَّ في المعنى زيادة تحسن التقديم للإيمان ؛ وذلك أَنَّهُ ذكره مع الإخراج من القرية ، كأَنَّهُ يقول : نفذ أمرنا بإخراج كُلِّ مؤمن ، ولا يُشْتَرَطُ فيه أنْ يكون عاملاً بالطاعات ؛ بلِ التصديق باللَّه فقط ، ثم لما ذكر حال الموجودين ذكرهم بالصفة التي كانوا عليها ، وهي الكاملةُ التصديق والأعمالِ .