الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

وقوله سبحانه : { فَفِرُّواْ إِلَى الله } الآية أمر بالدخول في الإيمان وطاعَةِ الرحمن ، وَنَبَّهَ بلفظ الفرار على أَنَّ وراءَ الناس عقاباً وعذاباً يَفِرُّ منه ، فجمعتْ لفظةُ «فروا » بين التحذير والاستدعاء .

( ت ) : وأسند أبو بكر ، أحمد بن الحسين البيهقيُّ في «دلائل النبوَّةِ » تصنيفه عن كَثِيرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عن أبيه ، عن جَدِّهِ " أَنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ في الْمَسْجِدِ ، فَسَمِعَ كَلاَماً مِنْ زَاوِيَتِهِ ، وَإذَا هُوَ بِقَائِلٍ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ، أَعِنِّي عَلَى مَا يُنْجِينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ : ( أَلاَ تَضُمُّ إلَيْهَا أُخْتَهَا ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : اللَّهُمَّ ، ارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّادِقِينَ إلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إلَيْهِ ) ، وفيه فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ ، فَإذَا هُوَ الخَضِرُ عليه السلام ، انتهى مختصراً .