{ إنهم يكيدون كيدا( 15 ) } إن أكابر المجرمين ، والملأ الكافرين يعملون المكايد . ويحتالون ما وسعتهم الحيلة ، ويمكرون المكر الكبير ليطفئوا نور الله بإلقاء الشبهات ، والطعن في النبوة ، والسعي في قتل النبي والذين يأمرون بالقسط من الناس ، وما هو من هذا البلاء يريدون به الصد عن سبيل ربنا ودينه ؛ { كيدا } عظيما ، فإن التنوين والتوكيد يشعران بذلك ؛ { وأكيد كيدا( 15 ) }- سمى جزاء الكيد بالاستدراج والإمهال المؤدي إلى زيادة الإثم الموجبة لشدة العذاب { كيدا } .
يقول صاحب روح المعاني : أي أقابلهم بكيد لا يمكن رده ، حيث أستدرجهم من حيث لا يعلمون ، أو أقابلهم بكيدي في إعلاء أمره وإكثار نوره من حيث لا يحتسبون . . . { فمهل الكافرين } فلا تشتغل بالانتقام منهم ولا تدع عليهم بالهلاك ؛ أو تأن وانتظر الانتقام منهم . . . والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها . اه
عن السدي : حتى آمر بالقتال ، ولعله المراد بالإمهال القريب أو القليل ؛ ومما قال ابن زيد . . . لما أراد الانتصار منهم أمره بجهادهم وقتالهم والغلظة عليهم ؛ ومما نقل عن الجوهري في { رويدا } أن يكون نعتا للمصدر ؛ أي : إمهالا رويدا : ويجوز أن يكون للحال ؛ أي : أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب . اه .
فاصبر أيها المؤمن على ما هديت إليه من الدين الذي لم يرتض الله تعالى غيره ، ولا يستخفنك الذين لا يؤمنون ، بل استمسك بمنهاج القرآن ، وحين يتأذن ربنا بملاقاة أهل البغي والعدوان سيعذبهم بأيدينا وينصرنا عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.