مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ} (13)

أما قوله تعالى : { ثم لا يموت فيها ولا يحيى } ففيه مسألتان :

المسألة الأولى : للمفسرين فيه وجهان : ( أحدهما ) : لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه ، كما قال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } وهذا على مذهب العرب تقول للمبتلى بالبلاء الشديد لا هو حي ولا هو ميت ( وثانيهما ) : معناه أن نفس أحدهم في النار تصير في حلقه فلا تخرج فيموت ، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا .

المسألة الثانية : إنما قيل : { ثم } لأن هذه الحالة أفظع وأعظم من الصلى فهو متراخ عنه في مراتب الشدة .