روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

{ وَلَقَدْ تركناها } أي أبقينا السفينة { ءايَةً } بناءاً على ما روي عن قتادة . والنقاش أنه بقي خشبها على الجودي حتى رآه بعض أوائل هذه الأمة ، أو أبقينا خبرها ، أو أبقينا جنسها وذلك بإبقاء السفن ، أو تركنا بمعنى جعلنا ، وجوز كون الضمير للفعلة وهي إنجاء نوح عليه السلام ومن معه وإغراق الكافرين { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي معتبر بتلك الآية الحرّية بالاعتبار ، وقرأ قتادة على ما نقل ابن عطية مذكر بالذال المعجمة على قلب تار الافتعال ذالا وإدغام الذال في الذال ، وقال صاحب اللوامح : قرأ قتادة فهل من مذكر بتشديد الكاف من التذكير أي من يذكر نفسه أو غيره بها ، وقرئ مذتكر بذال معجمة بعدها تاء الافتعال كما هو الأصل .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

قوله : { ولقد تركناها آية } الهاء في قوله : { تركناها } ضمير يعود على ما حل بقوم نوح من إهلاك واستئصال بالتغريق والطوفان . فقد جعل الله ذلك آية للناس أي عبرة لهم فيعتبرون ويتعظون . وقيل : الضمير عائد على السفينة ، فقد أبقاها الله دهرا طويلا حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة { فهل من مدكر } المدكر ، المعتبر ، المتعظ ، الخائف . وأصل مدكر ، مذتكر . قلبت التاء دالا وأدغمت فيها للثقل {[4402]} . يعني : هل من يتذكر ما حل بتلك الأمة الطاغية الظالمة من العقاب بالطوفان والتغريق والاستئصال ، فيعتبر بهم ، ويحذر عقاب ربه أن يحيق به بسبب كفره وفسقه عن دين الله ؟ .


[4402]:مختار الصحاح ص 223.