روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

روي أنه لما نزلت الآية جاؤا وحلفوا أنهم مؤمنون صادقون فنزل لتكذيبهم قوله تعالى : { قُلْ أَتُعَلّمُونَ الله بِدِينِكُمْ } أي اتخبرونه سبحانه وتعالى بذلك بقولكم { آمنا } [ الحجرات : 14 ] فتعلمون من علمت به فلذا تعدى بالتضعيف لواحد بنفسه وإلى الثاني بحرف الجر ، وقيل : إنه تعدى به لتضمين معنى الإحاطة أو الشعور فيفيد مبالغة من حيث إنه جار مجرى المحسوس وقوله تعالى : { والله يَعْلَمُ مَا فِى السموات وَمَا فِي الارض } حال من مفعول { تَعْلَمُونَ } وفيه من تجهيلهم ما لا يخفى ، وقوله سبحانه : { والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } تذييل مقرر لما قبله أي مبالغ في العلم بجميع الأشياء التي من جملتها ما أخفوه من الكفر عند إظهارهم الإيمان .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

فإثباته ونفيه ، من باب تعليم الله بما في القلب ، وهذا سوء أدب ، وظن بالله ، ولهذا قال : { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وهذا شامل للأشياء كلها ، التي من جملتها ، ما في القلوب من الإيمان والكفران ، والبر والفجور ، فإنه تعالى ، يعلم ذلك كله ، ويجازي عليه ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر .

هذه حالة من أحوال من ادعى لنفسه الإيمان ، وليس به ، فإنه إما أن يكون ذلك تعليمًا لله ، وقد علم أنه عالم بكل شيء ، وإما أن يكون قصدهم بهذا الكلام ، المنة على رسوله ، وأنهم قد بذلوا له [ وتبرعوا ] بما ليس من مصالحهم ، بل هو من حظوظه الدنيوية ، وهذا تجمل بما لا يجمل ، وفخر بما لا ينبغي لهم أن يفتخروا على رسوله به{[807]}  فإن المنة لله تعالى عليهم .


[807]:- في ب: لا ينبغي لهم الفخر به على رسوله.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 16 ) }

قل -يا محمد- لهؤلاء الأعراب : أتُخَبِّرون الله بدينكم وبما في ضمائركم ، والله يعلم ما في السموات وما في الأرض ؟ والله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه ما في قلوبكم من الإيمان أو الكفر ، والبر أو الفجور .