نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

ولما كانوا كأنهم يقولون : نحن كذلك ، أمره صلى الله عليه وسلم بالإنكار عليهم والتوبيخ لهم-{[60974]} دلالة على ما أشار إليه ختام الآية من إحاطة علمه الذي تميز به الصادق من غيره من جميع الخلق فقال : { قل } أي لهؤلاء الأعراب مجهلاً لهم-{[60975]} مبكتاً : { أتعلمون } أي-{[60976]} أتخبرون إخباراً عظيماً-{[60977]} بلغياً ، كأنهم لما آمنوا كان ذلك-{[60978]} إعلاماً منهم ، فلما قالوا آمنا كان ذلك تكريراً ، فكان في{[60979]} صورة التعليم ، فبكتهم بذلك { الله } أي الملك الأعظم المحيط قدرة وعلماً { بدينكم } فلذلك تقولون : آمنا ، ففي ذلك نوع بشرى لهم لأنه أوجد لهم ديناً وأضافه إليهم - قاله ابن برجان . ولما أنكر عليهم وبكتهم وصل به ما يشهد له{[60980]} فقال : { والله } أي والحال أن الملك المحيط بكل شيء { يعلم ما في السماوات } كلها على عظمها وكثرة ما فيها ومن فيها . ولما كان في سياق الرد عليهم-{[60981]} والتبكيت لهم كان موضع التأكيد فقال : { وما في الأرض } كذلك{[60982]} .

ولما كان المقام للتعميم ، أظهر ولم يضمر لئلا يوهم{[60983]} الاختصاص بما ذكر من الخلق فقال : { والله } أي الذي له الإحاطة الكاملة { بكل شيء } أي مما ذكر ومما لم يذكر { عليم * } .


[60974]:زيد من مد.
[60975]:زيد من مد.
[60976]:زيد من مد.
[60977]:زيد من مد.
[60978]:زيد من مد.
[60979]:من مد، وفي الأصل: ذلك.
[60980]:من مد، وفي الأصل لهم.
[60981]:زيد من مد.
[60982]:من مد، وفي الأصل: ذلك.
[60983]:في مد: يتوهم.