تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

الآية 16 ثم قوله{[19703]} عز وجل : { قل أتُعلّمون الله بدينكم } ؟ كأنه صلة قوله تعالى : { قالت الأعراب آمنا } حين{[19704]} قالوا بألسنتهم ، وليس ذلك في قلوبهم . فأخبر أنه يعلم ما في قلوبهم من الإيمان والشك الخلاف ، كأنهم حين قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : { لم تؤمنوا } فلجّوا في ذلك ، وقالوا : بل آمنا ؛ ظنوا أنه إنما قال ذلك من ذات نفسه ، فقال عند ذلك : { قل أتُعلّمون الله بدينكم } ؟

يُخبر أن الذي أنبأني ، وأخبرني بذلك ، هو الذي يعلم غيب ما في السماوات وما في الأرض ، وهو بكل شيء مما في القلوب من الصدق وغيره عليم . فكيف تُعلِمون الله بأنكم مؤمنون ، وهو يعلم إنكم لكاذبون ؟


[19703]:في الأصل وم: قال.
[19704]:في الأصل وم: حيث.